قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير لها، إن أزمة المياه هي أصعب التحديات التي يواجهها الرئيس القادم إبراهيم رئيسي، ما قد تؤدي إلى القضاء على إيران.
وكان وزير الزراعة الإيراني السابق عيسى كالانتاري حذر في عام 2015، من أن ندرة المياه ستجبر 50 مليون إيراني على مغادرة البلاد، موضحاً أن المسؤولين في طهران تجاهلوا المشكلة لفترة طويلة.
وبعد ذلك بعامين تم تعيين كالانتاري وزيراً للبيئة، ومنذ ذلك الحين لم يفعل أكثر من إطلاق المزيد من الإنذارات، وفي بداية هذا الصيف، توقع "حرب مياه" في الريف، ما يعرض إيران لخطر "القضاء عليها".
وذكرت "بلومبيرغ" أن مخاطر الجفاف ونضب المياه في إيران تتزايد عاماً بعد عام، لافتةً إلى أن احتجاجات خوزستان الحالية هي مؤشر آخر على صدق تلك التنبؤات.
وتشير اتجاهات تغير المناخ إلى فصول صيف أكثر حرارة وجفافاً في السنوات المقبلة، ومصادر المياه الجوفية في إيران مستنفدة بالفعل إلى حد خطير، وفقاُ للوكالة.
ويلقي التقرير باللوم على السياسة الاقتصادية والزراعية لإيران في التسبب بمشكلة نقص المياه ونضوبها، مبيناً أن إيران تتعرض لـ"إفلاس وشيك للمياه".
وفي نفس السياق، نقلت صحيفة "صندي تايمز، عن عالم إيراني منفي، قوله: إن "إيران مفلسة من المياه بعد سنوات من سوء الإدارة في عهد النظام الحالي".
وأضاف العالم ونائب وزير البيئة السابق المقيم في الولايات المتحدة، كاوه مدني، للصحيفة، أن "جميع مصادر المياه في البلاد من الأنهار والخزانات والمياه الجوفية، بدأت بالجفاف".
وتابع "على إيران التخطيط للعيش مع نقص المياه، وإنه لا يمكن لإيران استعادة أراضيها الرطبة وخزانات المياه الجوفية والأنهار بالكامل في فترة زمنية قصيرة".
وبحسب موقع "آسيا تايمز"، فإن إيران تواجه الآن أشد جفاف لها منذ نصف قرن، حيث ساهم تغير المناخ في انخفاض مذهل في هطول الأمطار مقارنة بالسنوات السابقة.
ولم تتمكن السلطات من معالجة تأثير موجة الجفاف القياسية، على الرغم من أنها تتحدث عن المخاطر الوجودية التي تشكلها أزمة المياه التي تلوح في الأفق.
وتراجعت سعة خزان السدود في البلاد بمقدار 10 مليارات متر مكعب منذ العام الماضي، لتصل إلى 29.5 مليار متر مكعب اعتباراً من عام التصريف الحالي.
اقرأ أيضاً: فرقة "الحمزة" تعزل أحد قادتها وتتعهد بمحاسبة عناصرها المفسدين
وتسبب الاستخراج الجامح للمياه من السدود في العقود الماضية في خسارة احتياطيات يبلغ مجموعها 130 مليار متر مكعب، كما أن الميزان المائي لخزانات المياه الجوفية سلبي في الوقت الحالي.
يذكر أن محافظة خوزستان تشهد منذ أيام اضطرابات واحتجاجات ضد الحكومة بسبب نقص المياه، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى جراء مواجهتها من قبل قوى الأمن بعنف مفرط.
شاهد إصداراتنا:
